وبينما كان الحكيم جالسا يتأمل, اقترب منه أحد الفتية قائلا:
-"جئت لك بعد أن أضنانى السبيل إلى الحقيقة.. فهل أجدها عندك أيها الحكيم الصالح؟"
نظر له الحكيم من تحت حاجبيه الغليظين وقال فى تؤدة:
"أشهد أن الحق كما أراه هو كالتالى: لا يعرفنن أحد سبيل الحقيقة إلا أولئك الذين احترقوا من جذوة التصالح والذين لمسوا بأناملهم وجه السيد الأكبر .. فاعمل على أن تتصالح وعلى أن تقترب ... عندئذ قد تجيب على ما أضناك السبيل إليه .."
قال الفتى وقد استبدت به الحيرة:
"أكذب إن قلت فهمت أيها الحكيم الصالح"
أجابه الحكيم بعد صمت:
" لا يدرك الانسان معنى التصالح إلا من جربه ... ولا يعى الانسان وجه السيد الأكبر إلا اذا أعطى لذاته الفرصة للاستذلال.."
صدقت أيها الحكيم الصالح
Thursday, June 3, 2010
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment