
رنين الهاتف هو مايبدأ معه النص وهو الذى به ينتهى..وهو الذى يعيد الفتى لتذكر لحظاته الماضية..تلك اللحظات التى شكلت واقعا متصلا كئيبا (كعويل الهاتف) والذى جعلت الفتى يحاول الهروب إلى عالم موازى صنعه بنفسه ورسم خطوطه كما يراه بل وأكثر من ذلك: يحاول أن يجعل له وجودا حقيقيا مثبتا إلى حائط الوجود بدبابيس رسم
حين تستنفذ الدبابيس يسيطر على الفتى هاجس انتصار الواقع, وهذا الذى يدفعه دفعا إلى النزول لشراء دبابيس جديدة فى ترميز واضح لمحاولة استمرار وجود عالم الحلم الذى يصنعه لنفسه
وحين يلقى فتاة المكتبة المسحوقة بقطار الواقع بدورها, والتى تمثل للفتى, بشكل أو بأخر, بوابة العالم الموازى (باعتبارها التى تبيع الدبابيس ,بل الأقلام ولوحات الرسم) ينتقل معها الفتى إلى عالم افتراضى .. يشكو لها مرار الواقع وقسوته, بل ويحاول استخدامها لاشباع شهواته الجنسية ... كل هذا على الرغم من فقرها وانسحاقها..ولكنها مثلت للفتى, بشكل ما, وسيلة لنقل عالمه الافتراضى إلى أرض الواقع
لا يقتصر ترميز الدبابيس من مجرد وسيلة مكتبية لخلق عالم موازى (تعليق أو تثبيت اللوحات إلى الحائط) , بل من ناحية أخرى, يراها الفتى ترمز بشكل ما إلى منغصات الواقع وأشواكه ... "كل حاجة فيها دبابيس" ... فتقدر على القول هنا إن ما يعذب الفتى فى الواقع, هو هو ذاته ما يستخدمه للتمرد على ذات الواقع ... وهذا ما تجلى فى مشهد نزع "الدبابيس" من شعر الفتاة حين قال لها
"تصدقى كدة بقيتى أحلى؟"
وإذ بنا نجد (فى تلويح ساذج بعض الشىء) إن دبابيس الشعر هى ذاتها دبابيس الرسم التى يشكو ,وفى نفس الوقت يبحث, عنها الفتى باعتبارها عذابه ونقمته ومبتغاه وحلمه فى ذات الوقت
تلك هى ببساطة أجواء فيلم "دبابيس رسم" الذى كتبته وأخرجته فى فترة أستطيع القول انها كانت حرجة نوعا ما (أغسطس 2006) وهى ذات الفترة التى كنت فيها مجندا فى الجيش عقب تخرجى ... أود الاعتراف أن ربما كان الغموض وادعاء العمق فى الفيلم هو ماتسبب فى نفور كثير من الناس من الفيلم ولهذا فكرت فى الكتابة عنه فى محاولة لفك ألغازه والتى أعترف تسببت فيها بسبب قلة الخبرة ومحاولة استعراض عضلات لا وجود لها
...
يمكن مشاهدة الفيلم على هذه الوصلة
http://www.youtube.com/watch?v=PQZKtDhT7Do